من السمنة إلى اللياقة و الرشاقة رحلة محفوفة بتجرع الجوع
السمنة على حقيقتها ليست مجرد رقم على ميزان قياس الوزن أو مظهر خارجي يمكن التستر عليه بالملابس الفضفاضة؛ إنها معركة خفية بين الجسد و النفس، بين الشهوة و الانضباط، بين المرآة و الإنسان، فإما أن تسره عند إلقاء نظرة أو تسوؤه و تثير فيه الغيرة. و الرحلة من السمنة إلى اللياقة البدنية و رفاهية النفس و رشاقة الجسد ليست طريقا مفروشا بالورود، بل طريق طويل في مبدأ الأمر، ثم هو مليء بالحرمان و تمحيص النفس والإنتصارات الصغيرة، بالبكاء الصامت في منتصف الليل بعد يوم خال من السكريات، و بالابتسامة العريضة عند رؤية أول نزول حقيقي من الوزن بالجسم. هذه الرحلة، التي يخوضها الملايين من الآدميين، محفوفة بتجرع الجوع، و كل ذلك من أجل الرشاقة و لياقة البدن الذين بدءا يلوحان في أفق الإنسان
السمنة بداية الحكاية
قبل قبل الخوض في اللياقة و رشاقة البدن، لا بد من وقفة مع جذور السمنة و كيف بدأت. لا تتوقف السمنة دائما على كونها نتيجة الإفراط في الأكل فحسب، بل قد تكون إنعكاسا لعوامل نفسية، إجتماعية، و صحية، أو حتى ثقافية. البعض يلجأ إلى الطعام كوسيلة للهروب من التوتر، أو الحزن، أو حتى الملل. و مع مرور الوقت، يتحول الأكل إلى عادة من العادات بسلوك سيئة كالوجبات الإضافية خارج ميعاد الطعام و الإفراط في الأكل و تناول أكثر من وجبة وادة في الليل، ثم إلى إدمان.
تشير الإحصائيات التي قد أجريت من قبل المختصين إلى أن أكثر من ثلث سكان العالم يعانون من زيادة في الوزن في الجسم، و أن السمنة أصبحت من أخطر أمراض العصر الحديث التي تفتك بالإنسان. إنها لا تؤثر فقط على الشكل الخارجي، بل تترك آثارًا عميقة في الصحة العامة للإنسان: إرتفاع ضغط الدم، و السكري، و أمراض القلب، و مشاكل المفاصل، و حتى الإكتئاب.
قرار التغيير هو النقطة الفاصلة
تبدأ رحلة تغيير الوزن الزائد بالجسم و التخلص من السمنة دائما بلحظة وعي حاسمة. قد تكون نظرة مطولة إلى المرآة و تحديق ممعن النفس، أو تعليق جارح من شخص مقرب، أو كشف طبي يكشف عن خطورة السمنة. تختلف الأسباب دائما، إتخاذ قرار التغيير هو أول خطوة في هذه الرحلة االممحصة للنفس.
ولكن قرار البدء ليس هو النجاح إطلاقا، بل مجرد بداية لازمة. الكثيرون يبدأون بحماسة، يقتنون أدوات الرياضة، أو يسجلون في الأندية الرياصبة، يتبعون نظاما غذائيا عاظفا، ثم ما يلبثون أن يتوقفوا منذ الأيام أو أسابيع الأولى. لماذا؟ لأنهم غالبا ما يصطدمون بحقيقة مؤلمة: "الطريق صعب، والجوع مؤلم". نعم هذه هي الحقيقة المرة للأمر، إذ يتطلب نفسا عازمة فذة تحب خوض المغامرات.
الجوع هو العدو اللدود للرشاقة و صديق السمنة
منذ أولى لحظات بدؤ نظام غذائي حقيقي، تدرك سريعًا أن الجوع ليس مجرد إحساس عابر. هو شعور قد يستفزك، و يضعفك. و قد سدت كل سبل اللجوء إلى الأكل و تكديس المعدة بالطعام هروبا من الجوع، ما يجعلك تتراجع. في بداية الرحلة، و يصبح الهدف من تجرع الجوع و الحرمان من الأكل صبابيا، إذ يكون الجسم معتادا على نسب عالية من السعرات الحرارية، و السكر، و الدهون. و عندما يبدأ الحرمان، يصرخ الجسد طلبا للمزيد.
هنا تبرز أول التحديات الحقيقية في رحلة الرشاقة المحفوفة بتجرع الجوع و تمحيص النفس في مبدئه: القدرة على تحمل الجوع. بعضهم يحاول التغلب عليه بشرب الماء، أو أكل الخضروات، أو الإنشغاب و الثرثرة مع الأصدقاء، لكن الشعور لا يختفي بسهولة فتجرع الألم النفسي لا بد منه في مبدأ الأمر حتى ينزل شيئا ملموسا من الوزن، و لا يوجد أحد مستثنى منةذلك على الإطلاق.
في هذه المرحلة، يدرك الإنسان أهمية الانضباط الذاتي. فلا يمكن القضاء الجوع باللجوء إلى الطعام فهذا يفشل الخطة نحو اللياقة البدنية و الرشاقة، بل بالإمكان التصالح معه. أن تدرك أن الجوع ليس عدوا دائما، ولكنه يمكن أن يكون دليلا على أن جسدك بدأ يحرق الدهون المخزنة به. وهذا ما يعد تحولا في العقلية: من رؤية الجوع كعقوبة، إلى اعتباره إشارة للتقدم.
التدرج هو المفتاح نحو اللياقة و الرشاقة
من أكبر الأخطاء التي يقترفها من يسعون للرشاقة هو التهور. تقليل السعرات بشكل مفرط، أو ممارسة الرياضة بشكل مكثف جدا فجأة، غالبا ما يؤدي إلى الإحباط أو الإصابة أو حتى الانهيار الجسدي والنفسي. و بالتالي تتشكل في عقليتهم إستحالة الأمر.
بيد أن النجاح المنشود في رحلة اللياقة يكمن في التدرج. ابدأ بتغييرات صغيرة: تقليل السكر، زيادة الحركة اليومية، شرب كميات أكبر من الماء، النوم المنتظم. ثم انتقل تدريجيا إلى ممارسة الرياضة بإنتظام، وإتباع نظام غذائي متوازن، لا يحرمك من كل شيء، بل يعلمك كيف تختار و تجتاز.
الرياضة هي أداة قوية للتغيير
لا يمكن الحديث عن اللياقة دون التطرق للرياضة. الرياضة ليست فقط و سيلة لحرق الدهون و مكمل فعال للوصول إلى مستويات قوة التحمل و كمال الأجسام، و هي المفتاح لبناء جسم قوي، وزيادة معدل الأيض، وتحسين الحالة النفسية المزاجية للجسم و العقل.
لكن البداية دائمًا صعبة. أول جلسة رياضية قد تكون مؤلمة، و متعبة، و قد تجعلك تندم على قرارك و يجعل هدفك ضبابيا و يسلب منك الحماسة العزيمة اللتين بدأت بهما. و لكن بالتمسك بالأمل و إن كان ضعبفا و مع الاستمرار، يتحول الألم إلى لذة، و التعب إلى نشاط، و التمرين إلى عادة يومية، نعم هذه هي الحقيقة الخافية للأمر و لكن في نهاياته، ففي مبدئه أهوال نفسية لا بد المرور بها.
من المهم أن تجد النشاط الرياضي المحبب إلى نفسك و الذي يناسبك: المشي، أو الجري، أو السباحة، أو رفع الأثقال، أو الزومبا. و ما يهم هو الاستمرارية، لا الكمال.
دعم المحيطين بك
في هذه الرحلة المحفوفة بتجرع الجوع، قد لا يكفي الإنضباط الذاتي وحده للإيصال إلى لياقة البدن و الرشاقة. فوجود من يشجعك، و يحتفل بإنجازاتك الصغيرة، يمكن أن يحدث فرقا كبيرا. و في المقابل، وجود أشخاص محبطين، أو ساخرين، قد يجعل الطريق أكثر صعوبة، و كل هذه الإحتمالات واردة في رحلة كهذه.
إختر من ترافقهم في هذه الرحلة. ابحث عن مجموعات دعم، سواء في الواقع أو على الإنترنت. شارك قصتك و شجع نفسك أنت أولا و إحتفل بأقل إنجازاتك، اسأل، و تعلم. إن التغيير الجماعي غالبا ما يكون أكثر فعالية من الفردي.
الإنتكاسات مهمة و جزء من الطريق
لا يوجد نجاح مطلق بلا عثرات. قد تمر بأيام تنهار فيها و تلتهم فيها وجبة دسمة، أو أسابيع تتوقف فيها عن ممارسة الرياضة. لا بأس. المهم هو ألا تجعل من تلك العثرات نهاية للطريق، و تشغل نفسك بلومها على ذلك، انهض من جديد لأن ما أنجرب لم يضع كله.
العقلية المرنة هي التي تسمح لك بالقيام بعد الوقوع. بدلا من جلد الذات، تعلم أن تسامح نفسك، وأن تعود إلى المسار في أقرب فرصة.
النتائج: ثمار الصبر
بعد مرور أشهر من الإلتزام، تبدأ النتائج حتما بالظهور: إنخفاض الوزن، و تحسن شكل الجسم، و نوم أفضل، و نفس أكثر إستقرارا، و نظرة مختلفة للمجتمع، و نفس مرضية نسبيا أمام المرآة. لكن الأهم من ذلك كله هو الشعور بالقوة والسيطرة على الذات.
قد لا يكون الرقم على الميزان هو الأهم، بل القدرة على صعود الدرج دون تعب، و إرتداء الملابس بثقة.
من الحمية إلى نمط حياة
يخطئ البعض عندما ينظرون إلى النظام الغذائي الذي أدى نقص الوزن لديهم بأنه حل مؤقت ينتهي بمجرد الوصول إلى مرادهم من اللياقة و الرشاقة. من ينجح فعلا، هو من يحول تلك الرحلة إلى نمط من أنماط حياته. لا يتعلق الأمر بحرمان دائم، بل بوعي دائم. أنت الآن بت تدرك متى تأكل، و لماذا تأكل، و ماذا تختار.
اللياقة ليست مرحلة، بل هوية جديدة. و الرشاقة لا تعني النحافة فقط، بل الحيوية و المقدرة على التحمل، و الانسجام الكامل بين الجسد والروح.
الجوع لم يعد مرعبا بعد اللحظة
في نهاية المطاف، الجوع لم يعد عدوا كما كان في مبدأ الرحلة. بل أصبح شعورا يمكن التحكم فيه، و تجاوزه، بل المصالحة معه و الإستفادة منه. لقد تعلمت من تجرع الجوع أن الحياة ليست متعة لحظية، بل توازن مستمر بين الرغبات والاحتياجات.
الرحلة من السمنة إلى اللياقة علمتك الكثير: الصبر، و الانضباط، و المحبة الذاتية، و المقدرة على التغيير.
ختام
إن رحلة التخلص من السمنة واكتساب اللياقة هي ملحمة إنسانية داخلية أكثر من كونه رقما على الميزان يراد إنقاصه، أو شكلا جسديا لا يليق و يراد تغييره، لا يفهمها إلا من خاضها. هي ليست مجرد عملية حرق دهون، بل إعادة بناء للذات. و بينما كانت محفوفة بتجرع الجوع والحرمان، فقد أثمرت حياة أكثر صحة، و قلبا أقوى، و عقلا أكثر إدراكا.
إنها ليست فقط قصة جسد تغير، بل إنسان إنتصر على نفسه.
قائمة من عروض، فرصة تسوق
-
ماكينة تشذيب أطراف الشعر، مزيل سبليت جاف تالف، هشة احترافية، ماكينة قص الشعر اللاسلكية للنساء:
للحصول عليها في وقت قياسي
-
ممسحة كهربائية، رأس ممسحة خزان المياه المتكامل مع 6 مماسح:
للحصول عليها في وقت قياسي
-
مقياس مستوى خزان المياه السائل اللاسلكي بالطاقة الشمسية، شاشة تطبيق تويا للحياة الذكية:
للحصول عليه في وقت قياسي