ما هي الحجامة و متى يستلزم إجراؤها: دليل شامل لفهم فوائدها و توقيتها المناسب
تعريف الحجامة: العلاج القديم الذي صمد أمام الزمن
الحجامة هي تقنية طبية قديمة تعود جذورها إلى آلاف السنين، استخدمها المصريون القدماء، والصينيون، والإغريق، والعرب، وكانت شائعة في الطب النبوي أيضًا. تُعرف بأنها شكل من أشكال الطب البديل، يُستخدم فيه أكواب توضع على الجلد لعدة دقائق لإنشاء شفط جزئي أو كامل، يساعد في تنشيط الدورة الدموية، وتحفيز الجهاز المناعي، والتخلص من السموم.
هناك نوعان رئيسيان من الحجامة:
• الحجامة الجافة: التي يتم فيها الشفط دون أي إخراج للدم.
• الحجامة الرطبة (الفصد): ويتم فيها جرح بسيط للجلد بعد الشفط لإخراج دم فاسد يُعتقد أنه يحمل شوائب وسوائل ضارة.
آلية عمل الحجامة تستند إلى مبدأ تحفيز نقاط معينة من الجسم – مشابه إلى حد ما للوخز بالإبر – لتنشيط تدفق الدم والطاقة (Qi)، مما يساعد في استعادة التوازن الطبيعي للجسم.
متى يستلزم إجراء الحجامة؟ المؤشرات الطبية والتقليدية
يُوصى بإجراء الحجامة في أوقات ومناسبات محددة، ويُفضل ألا تُجرى بشكل عشوائي أو دون استشارة مختص. فيما يلي أبرز الحالات والمناسبات التي يُستحب فيها اللجوء للحجامة:
أ) لأغراض وقائية:
• في بداية كل موسم لتقوية المناعة.
• بعد فترات من الإرهاق أو العمل البدني الشاق.
• لمنع تراكم الشوائب في الدم وتحسين الدورة الدموية.
ب) لعلاج أمراض مزمنة:
• آلام الظهر والرقبة والمفاصل.
• الصداع النصفي المزمن.
• أمراض الكبد والكلى.
• داء السكري من النوع الثاني – كوسيلة مساعدة.
• ارتفاع ضغط الدم.
• الربو واضطرابات الجهاز التنفسي.
ج) عند ظهور أعراض تحذيرية:
• شعور دائم بالإرهاق غير المبرر.
• اضطرابات النوم المزمنة.
• ألم عضلي متكرر أو تصلب في المفاصل.
• توتر عصبي أو قلق نفسي حاد.
• اضطراب في الشهية أو مشاكل في الهضم.
د) توقيت الحجامة المفضل شرعًا وطبيًا:
من المعروف في الطب النبوي أن أفضل وقت لإجراء الحجامة هو في أيام 17، 19، و21 من الشهر القمري، خاصة في أيام الاثنين والثلاثاء والخميس، حيث يعتقد أن تأثيرها يكون أكثر فاعلية في تصفية الدم وتخفيف الآلام.
الفوائد الصحية للحجامة: من تنشيط الدورة الدموية إلى الراحة النفسية
الفوائد التي تقدمها الحجامة لا تقتصر على جانب واحد من الصحة، بل تشمل مجموعة واسعة من التأثيرات الإيجابية التي تنعكس على الجسم والعقل معًا، ومنها:
1. تنشيط الدورة الدموية:
الشفط الذي يحدث أثناء الحجامة يُسهم في تحريك الدم الراكد في الأنسجة، وبالتالي تحفيز تدفق دم جديد غني بالأوكسجين والعناصر المغذية.
إزالة السموم:
يُعتقد أن الحجامة تساعد على إخراج الدم المحمل بالشوائب، مما يُحسن من وظائف الكبد والكلى ويخفف العبء عن الجهاز المناعي.
3. تخفيف الألم:
الحجامة فعالة في حالات الألم العضلي الليفي، التهابات المفاصل، وآلام الظهر والرقبة، حيث تعمل على تخفيف التوتر العضلي وتثبيط المستقبلات العصبية للألم.
4.تحسين الحالة النفسية:
بعض الأشخاص يشعرون براحة واسترخاء شديد بعد الحجامة، ويُعزى ذلك إلى تحرير الإندورفينات وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ.
5. دعم الجهاز الهضمي:
تفيد الحجامة في حالات عسر الهضم، والقولون العصبي، والانتفاخات، إذ تُحفز الجهاز العصبي السمبثاوي الذي ينظم أنشطة المعدة والأمعاء.
الفرق بين الحجامة الجافة والرطبة: متى تختار كل نوع؟
لفهم الفرق بين النوعين الأساسيين للحجامة، من الضروري معرفة خصائص كل نوع ومتى يُفضّل استخدامه:
الحجامة الجافة:
• يتم فيها وضع الكؤوس فقط دون إجراء أي خدوش.
• تُستخدم بشكل كبير لتحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر.
• مناسبة للأشخاص الذين يخشون رؤية الدم.
• شائعة في أغراض الاسترخاء، وأحيانًا في الطب الرياضي.
الحجامة الرطبة:
• تتم عبر مرحلتين: الشفط، ثم التشريط الخفيف للجلد وإخراج الدم الفاسد.
• يُعتقد أنها أكثر فاعلية في إزالة السموم وتصفية الدم.
• تُستخدم عادة في الحالات التي تتطلب علاجًا أقوى مثل الالتهابات المزمنة، أو مشاكل الدورة الدموية.
ينبغي اختيار النوع المناسب بالتشاور مع مختص حجامة، حيث يأخذ بعين الاعتبار العمر، الحالة الصحية، ونوع الشكوى.
الحالات التي يُمنع فيها إجراء الحجامة: تحذيرات مهمة
رغم الفوائد الكثيرة للحجامة، إلا أن هناك حالات يُمنع فيها إجراء الحجامة لتجنب أي مضاعفات صحية. تشمل هذه الحالات:
• المرأة الحامل، خاصة في الشهور الأولى.
• من يعاني من فقر دم حاد أو فقدان كبير للدم.
• الأشخاص المصابون بسرطان الدم أو أمراض مزمنة متقدمة.
• مرضى القلب والأوعية الذين يتناولون أدوية تمييع الدم.
• مرضى الكبد الحاد أو الذين يعانون من اضطرابات تخثر الدم.
• الأطفال دون سن 5 سنوات، أو كبار السن الذين يعانون من ضعف شديد.
كما يُنصح بتجنب الحجامة أثناء الدورة الشهرية، أو في حال وجود جروح أو التهابات جلدية في المنطقة المعالجة.
كيف تستعد للحجامة وما بعد الجلسة: إرشادات ضرورية
للحصول على أقصى فائدة من الحجامة، ينبغي التحضير لها بشكل جيد، والالتزام ببعض الإرشادات بعد الجلسة:
قبل الحجامة:
• تجنب الأكل لمدة ساعتين قبل الجلسة.
• ارتداء ملابس مريحة وتحديد المواضع المناسبة.
• الامتناع عن القهوة والمنبهات في اليوم المخصص.
• الاسترخاء والراحة النفسية قدر الإمكان.
أثناء الجلسة:
• يستغرق تطبيق الكؤوس بين 5 إلى 15 دقيقة.
• يتم تعقيم الجلد جيدًا وتحديد نقاط الحجامة وفق الحالة.
• في حال الحجامة الرطبة، يتم التشريط بسكين معقمة بعمق سطحي.
بعد الحجامة:
• تجنب الاستحمام لمدة 24 ساعة على الأقل.
• شرب كمية كافية من الماء لتسهيل عملية التخلص من السموم.
• الامتناع عن المجهود البدني أو التمارين الثقيلة ليوم كامل.
• تناول وجبة خفيفة غنية بالبروتين بعد 1-2 ساعة من الجلسة.
• وضع مرهم مهدئ على أماكن الحجامة لتسريع الشفاء.
التحسن قد يظهر مباشرة بعد الجلسة أو خلال يومين إلى ثلاثة، وقد يحتاج بعض المرضى إلى جلسات متكررة حسب الحالة الصحية.
خاتمة: هل الحجامة مناسبة لك؟
الحجامة ليست مجرد وسيلة علاجية بديلة، بل هي أداة عميقة لتنشيط طاقة الجسم، والتخلص من السموم، وتحقيق التوازن بين الجسد والروح. ومع ذلك، لا يجب اعتبارها بديلًا كاملاً عن الطب الحديث، بل مكمّلًا له.
لذلك، إذا كنت تعاني من آلام مزمنة أو إرهاق مستمر أو حتى تبحث عن وسيلة لتحسين صحتك العامة، فقد تكون الحجامة خيارًا جديرًا بالتجربة، شريطة أن تتم على يد مختصين مرخّصين، وفي بيئة معقمة وآمنة.
قائمة من عروض رائعة، فرصة تسوق
-
3 قطع من أقلام تحديد العيون السوداء المقاومة للماء - مقاومة للتلطخ، تدوم طويلاً وصديقة للمبتدئات: بسعر 9.78 دولار
رابط الشراء
-
مستشعر مستوى الغاز، تتبع مستوى خزان الغاز عن كثب بالطريقة الذكية:
رابط الشراء
-
رف متعدد الطبقات، عربة صغيرة ذات عجلات، الرف الطابق، مطبخ، غرفة نوم، حمام:
رابط الشراء